تعارف عبر الهاتف !!
س: منذ شهرين فقط تعرفت على هذه المجلة(1) فقد أعطتني إياها صديقتي لأن أختها تكتب بها فأعجبني باب الأسرة وتأثرت ببعض المواضيع وفي الوقت نفسه تأثرت بعض المعلمات بالمدرسة فصار الـتأثير مضاعفاً..
أعاني من مشكلة لا أعرف كيف أتخلص منها، إنني فتاة بالصف الثاني الثانوي، مجتهدة في دروسي، جدية في اهتماماتي، شخصيتي قوية وجريئة، قبل عام اتصل ببيتنا شاب وتكرر اتصاله فحصل بيننا تعارف واستمر لليوم، والحمد لله لم أتبادل معه كلام الحب وإنما كنت أكلمه كأي واحدة من صديقاتي نتناقش ونذكر الأخبار الفنية ـ مثلا ـ ونعلق عليها، كتبت له بعض الرسائل وأرسلتها عبر (الفاكس) وهي رسائل عادية ولا يوجد بها كلام عاطفي وقد تركتها دون توقيع فهي لم تحمل اسمي ولم أرسل له أية صورة مع أنه كرر طلب ذلك، وخلال هذين الشهرين تأثرت وتضايقت من هذه العلاقة ولكن لا أعرف كيف أتخلص منها فأنا معروف عني عند أهلي أنني جدية ولا همَّ لي سوى الدراسة ولا أظن أن لديهم أدنى شك بوجود علاقة خاصة لي مع شاب وأنا محتارة الآن أحياناً أفكر وأقول أرسل له رسالة نصح فلعله يهتدي.. وأحيانا أفكر أن أخبر أمي ولكن أخاف من العواقب .. وأحياناً أقول أريد أن أصارحه .. وأحياناً .. إنني محتارة وأجد أن هذه المشكلة تسبب لي التقاعس كلما أردت أن أقوم لأصلي الليل أو أصوم التطوع أو أعمل أي عمل صالح فأتذكر هذه الخطيئة أنتكس وأعود .. أرشدوني و بأسرع وقت وسأطبق ما تقولون.
ج: لقد قرأت رسالتك مرات وكرات .. وبقدر ما أفرحتني فقد أحزنتني ، وبعظم ما سرتني فقد آلمتني، أما فرحي وسروري فلإحساسك بمرارة الخطيئة، وشعورك بالضيق من هذه المعصية، ولتأثرك بالصالحات من المعلمات أو صويحباتك الطالبات.. ولكن كدر هذه الفرحة تلك الحيرة وذلك التردد الذي منعك من الإقلاع عن الحديث مع هذا الغادر، وغفلتك عن مراقبة من لا يزال يسترك ويحلم عليك وهو عليك قادر ـ سبحانه ـ .
يا ابنة الإسلام .. أنت ـ والله ـ أعز و أشرف من أن تتحدثي إلى فاسق ، أذكى وأرفع من أن تسترسلي في الكلام مع ذئب غادر همه أن يسلبك أعز ما تملكين، ويتركك في العار المهين .. ألم يكن لك في غيرك عبرة؟! .. فكم من فتاة سقطت في أوحال المعاكسات، واستهانت بهذه المحرمات فانكشف أمرها، وفضح الله ـ عز وجل ـ سرها، فأصبحت تتوارى من الناس من سوء ما تلطخت به، وتخبئ وجهها من قبح ما وقعت فيه..
أيتها الأخت: إن لهؤلاء الذئاب خدعاً كثيرة، وطرقاً خبيثة في إيقاع فرائسهم في الرذيلة .. فأول الأمر تعارف وكلام ـ كما تقولين ـ عن الأفلام.. وغداً يتظاهر بالحب والغرام .. ثم يكون اللقاء الذي تحمل الفتاة ـ بعده ـ عاره وتتلظى بناره وشناره والعياذ بالله .. فالأمر أخطر مما تتصورين، وعاقبة هذه المعاكسات أعظم مما تتوقعين.. ولذا يجب عليك التوبة النصوح والإقلاع عن هذه الخطيئة فوراً ، والعزم على المضي في طريق الاستقامة والهداية صدقاً وجداً ، ولكي تثبت على طريق الاستقامة قدمك عليك بصحبة الصالحات وتوثيق الصلة بهن، ثم شغل الوقت بالعمل الصالح كقراءة الكتب النافعة والاطلاع على المجلات الإسلامية والاستماع للمحاضرات الإيمانية ، وأخيراً فإني أؤكد على أمرين مهمين.
أما الأمر الأول: فأوصيك بعدم الرد على الهاتف ابتداء ـ لا سيما ـ في الأشهر القادمة، وليكن الرد بواسطة محارمك أو أمك إو إحدى أخواتك.
والأمر الثاني: هو أن تلتزمي الآداب الشرعية في حديث المرأة مع الرجال غير المحارم والتي من أهمها:
1- أن يكون الكلام لحاجة وضرورة.
2- أن يكون الكلام بقدر هذه الحاجة.
3- أن يكون الكلام فصلاً خالياً من التميع والخضوع والخنا كما قال تعالى ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً) الأحزاب،الآية: 32. ولك في فتاتي مدين قدوة حسنة حيث خاطبت إحداهما موسى عليه السلام قائلة: ( إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) القصص ،الآية: 25. فنلاحظ أنها عندما تكلمت أسندت الكلام إلى أبيها. (إن أبي يدعوك) فكأنها أرادت أن تؤكد لنبي الله موسى عليه السلام أن حديثها إليه كان تنفيذاً لأمر أبيها لها بتبليغ رسالته إلى موسى فمهمتها إذن التبليغ ليس إلا.. أما كلامها معه فلم يتجاوز الثماني كلمات صيغت صياغة محكمة خالية من فضول الكلام ولغوه المفضي إلى التبذل وإثارة الفتنة؛ لكنه ـ في الوقت نفسه ـ كلام واضح جلي تضمن الدعوة وسببها لتزول الريبة التي قد تخالط قلب المخاطًََب وهو يسمعها تقول: ( إن أبي يدعوك) .. فقالت: ( ليجزيك أجر ما سقيت لنا) ألا ما أشد حياءها واستقامة سلوكها وقوة شخصيتها و ما أحراك ـ أيتها الأخت ـ أن تقتدي بها .. أسأل الله أن يحفظك ويقيك شر نفسك والشيطان.
في بيتنا مشكلة . .
.....
,,,,,,,,,,