هدى السمان نائب المدير
عدد المساهمات : 148 نقاط : 375 تاريخ التسجيل : 06/08/2011 العمر : 48
| موضوع: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ....*) ( محمد :19 ) 2011-08-13, 16:24 | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
من أسرار القرآن
(352) – (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ....*)
( محمد :19 )
بقلم
الأستاذ الدكتور: زغلول راغب محمد النجار
هذا النص القرآني الكريم جاء في منتصف سورة "محمد" وهي سورة مدنية, وآياتها ثمان وثلاثون بعد البسملة, وقد سميت باسم خاتم الأنبياء والمرسلين - صلى الله عليه وسلم- لورود اسمه الشريف في الآية الثانية من هذه السورة المباركة, ولوصف القرآن الكريم بوصف (بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ), وبأنه (وَهُوَ الحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ) وذلك تشريفا لسيد الأولين والآخرين من ولد آدم, وتأكيدا على صدق نبوته, وعلى ربانية الوحي الذي تلقاه.
ويدور المحور الرئيسي لهذه السورة المباركة حول التشريعات المتعلقة بقضية الجهاد في سبيل الله وذلك من مثل أحكام القتال والأسرى, كما حذرت من أخطار المنافقين في السلم والحرب, وأشارت إلى عدد من ركائز العقيدة الإسلامية.
هذا وقد سبق لنا استعراض سورة "محمد", وما جاء فيها من ركائز كل من التشريع والعقيدة, والإشارات العلمية, ونركز هنا على ومضة الإعجاز التشريعي في فرض توحيد الله - تعالى- كقاعدة أساسية للعقيدة الإسلامية, لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال.
من أوجه الإعجاز التشريعي في الأمر بتوحيد الله
أثبتت الدراسات العلمية أننا نعيش في كون له بداية تقدر بحوالي (13700) مليون سنة, وكل ما له بداية لا بد وأن ستكون له في يوم من الأيام نهاية, وكل ما له بداية ونهاية لا يمكن أن يكون خالقا, بل هو مخلوق لخالق عظيم هو الله, الخالق, البارئ, المصور.
كذلك أثبتت الدراسات العلمية أن الأصل في مادة هذا الكون المخلوق هو غاز الهيدروجين الذي اتحدت نوى ذراته في درجات عالية جدا من الضغط والحرارة لتكون أغلب العناصر البانية للكون, وبقيتها تتكون في صفحة السماء باصطياد نوى ذرات الحديد للبنات الأولية للمادة, وقد أدى ذلك إلى الاستنتاج الصحيح بتآصل العناصر جميعا أي إلى وحدة أصولها مما يشير إلى وحدانية الخالق- سبحانه وتعالى-.
وذرة الهيدروجين -على ضآلتها – تتكون من بروتون واحد في نواتها يحمل شحنة كهربية موجبة, وإلكترون واحد يدور في فلك حولها ويحمل شحنة سالبة مكافئة, وهذه الزوجية في ذرة الهيدروجين تشهد للخالق بالوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه الذين خلقهم جميعا في زوجية كاملة: من اللبنات الأولية للمادة إلى الإنسان حتى يبقى ربنا- تبارك وتعالى- متفردا بالوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه . والذرة تشبه في بنائها المجموعة الشمسية : نواة في الوسط تشبه الشمس وإلكترونات تدور في فلكها كما تدور الكواكب في فلك الشمس .
وصخور الأرض- مهما تباينت أنواعها- فأصلها واحد هي الصخور النارية, وهي تتكون أساسا من المعادن, وتتكون المعادن من العناصر والمركبات, وعناصر الأرض فاقت المائة بقليل, وليست المعادن وحدها هي التي تتكون من العناصر, فكل شئ مادي يتكون من تلك العناصر: النجوم والكوكب, والأقمار, والمذنبات, والشهب, والنيازك, الأرض وأغلفتها الصخرية, والمائية, والهوائية, والحيوية, والمادة بين كل من الكواكب والنجوم وغير ذلك من مختلف صور المادة التي ترد كلها إلى غاز الهيدروجين ومن المركبات , البسيط, ومنها ما هو غاية في تعقيد البناء, وكلها يرد إلى العناصر التي ترد إلى غاز الهيدروجين . وكل ذلك يشير إلى وحدانية الخالق - سبحانه وتعالى -.
وتبلغ الذرة من الدقة أنها تقاس بجزء من عشرة ملايين جزء من المليمتر, وتقدر كتلتها بجزء من مليون مليون مليون مليون جزء من الجرام. وإذا مست نواة الذرة بشعاع من النيوترونات فإنها تنقسم, وإذا انقسمت النواة انفصم كل من البروتونات والنيوترونات عن بعضها البعض,وبانفصامها تخرج منها الطاقة الرابطة لهذه الجسيمات وتعرف باسم القوة النووية الشديدة, وهي قوة هائلة للغاية.
وفي الوقت الذي ترد المادة إلى لبنات ثلاث هي: البروتون, والإلكترون, والنيوترون, وهي تتكون من جسيمات أدق تعرف باسم اللبنات الأولية للمادة (أوالكواركات) مما يرد المادة كلها إلى أصل واحد, وإن تعددت أشكالها, فإن مختلف صور الطاقة ترد أيضا إلى أصل واحد هو "الجاذبية العظمى". وتأتي النظرية النسبية الخاصة لتكافئ بين المادة والطاقة, وتنادي بأنهما سواء, وتصدق التجارب هذه النظرية, وفي مقدمة ذلك انفلاق الذرة في القنبلة اليورانيومية. وإذا تساوت المادة والطاقة, لم يبق من أشياء هذا الكون إلا القوى والمكان والزمان. وتحاول النظرية النسبية العامة أن تربط بين الزمان والمكان فتجعل منهما شيئا متواسلا, فلا يوجد مكان بلا زمان, ولا زمان بلا مكان, ولازمان ومكان بغير مادة وطاقة.
كذلك تحاول نظرية الحقل الواحد أن تسوي بين كل من القوتين النوويتين الضعيفة والشديدة, وكل من الطاقة الكهربائية / المغناطيسية وقوة الجاذبية فيما يعرف باسم "الجاذبية العظمى".وهكذا يتحلل مركبات هذا الكون أجمع من المادة , والطاقة, والزمان ,والمكان إلى شئ واحد يمثل الوحدة العظمى التي تجري في الكون كله شاهدة للإله الخالق - سبحانه وتعالى- بالوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه التي أمر بها ربنا- تبارك وتعالى-بقوله العزيز : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ) (محمد " 19 ).
والإيمان بالله الخالق البارئ المصور يستلزم توحيده توحيدا كاملا في ربوبيته ( بمعنى التسليم بأنه -تعالى- رب كل شئ ومليكه, ولا رب سواه), كما يستلزم توحيده- سبحانه وتعالى- توحيدا كاملا في ألوهيتة (بمعنى الإيمان بأنه وحده المستحق للعبادة الخالصة لجلاله دون سواه), ويستلزم توحيدا كاملا لله في أسمائه وصفاته (بمعنى ألا يدعى الله أبدا إلا بما أثبت لذاته العلية من الأسماء الحسنى والصفات العليا), وتنزيهه- جل شأنه- عن أسماء وصفات خلقه أجمعين.
............... ,,,,,,,,,,,,,,,,,,
| |
|
???? زائر
| موضوع: رد: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ....*) ( محمد :19 ) 2011-08-27, 19:58 | |
| |
|