1- أحوال المرأة في بعض ملل أهل الجاهلية

1- أحوال المرأة في بعض ملل أهل الجاهلية
لقد كانت المرأة في الجاهلية حقيرة لا شأن لها ولا عزة ولا كرامة ، وكانت الملل القديمة في الجاهلية تنظر إلى المرأة نظرة التحقير والإهانة ، وتعاملها بشتى أنواع الظلم والقسوة وتسومها سوء العذاب وترفعها نحو الهاوية والذل والهوان.
* وسنتعرض لأحوال المرأة عند بعض الملل الجاهلية القديمة على سبيل الأمثلة لا الحصر.
أ‌) أحوال المرأة لدى ملة اليونان:-
يقول العلامة ( أبو النصر - مبشر الطرازي الحسيني - كبير علماء التركستان ):
" إن الأثينيين في اليونانِ كانوا ينظرون إلى المرأةِ كمتاعٍ وربما يعرضونها في السوقِ للبيع ويبيعونها، وكان هذا من حق الزوج على زوجتهِ متى شاء على ما هو معروف بين مجتمعهم ، وفوق كل ذلك فإنهم كانوا يعتبرون النساء عامة رجساً من عملِ الشيطان وعلى هذا الأساس يجعلونهنَّ محرومات من حقوقِ الإنسانيةِ ، وكان قدماء اليونان يعتقدون أن المصائبَ في الآمالِ والفشل في نيل المطلوب إنما هي تأتي من غضب الأصنام المعبودة الباطلة لديهم ، ولهذا فإنهم عند حلول أي مصيبة في المجتمع أو خيبة أمل أو فشل كانوا يقدمون البنات قرباناً إلى آلهتهم ويلتجئون إليها بهذه الوسيلة الجاهلية في رفع المصيبة ". ا هـ (المرأة وحقوقها في الإسلام:ص9)
ب‌) أحوال المرأة لدى ملة الرومان:ـ
يقول العلامة / مبشر الطرازي الحسيني:
" وكانت المرأة في نظرِ ملة الرومان وعقيدتهم الجاهلية كما كانت في نظر ملة اليونان بل كانت في أقبح حال وأكثر ذلة ، ذلك لأن قدماء الرومان كانوا يعتقدون أن المرأة أداةُ الإغواء ووسيلة الخداع وإفساد قلوب الرجال يستخدمها الشيطان لأغراضه الشيطانية ، ولهذه العقيدة كانوا ينظرون إلى المرأةِ نظرةِ الاستذلال والاستحقار ، بل يفرضون عليها عقوبات متنوعة وشتى يأباها الضمير الإنساني ويحرمها العقل البشري.
ويروي لنا تاريخ الرومان أن مؤتمرًا كبيرًا انعقد في رومية حيث بحث عن شئون المرأة وانتهى إلى اتخاذ قرارات كما يلي:
1) أن المرأة موجود ليس لها نفس (( شخصية إنسانية )) ، ولهذا فإنها لا تستطيع أن تنال الحياة في الآخرة.
2) يجب على المرأة ألا تأكل اللحم وألا تضحك ، وحتى يجب عليها ألا تتكلم.
3) أن المرأة رجس من عمل الشيطان ولذلك فإنها تستحق الذل والهوان في المجتمع.
4) على المرأة أن تقضي كل حياتها في طاعة الأصنام وخدمة زوجها.
وقد اهتم الرومانيون في تنفيذ هذه القرارات ". ا هـ (المرأة وحقوقها في الإسلام:ص10)
* يقول الأستاذ الدكتور/ يحي إسماعيل (( أحد أساتذة جامعة الأزهر الشريف )):
" لقد كانت الفاحشة في الدولة الرومانية هي الخلق السائد ، وكان الظلم هو المعروف المقدس ، والغدر سياسة التحكيم ، والكذب حيلة المالكين " ، قال: " لقد عامل القيصر (( كاليوجوليا )) أخته كأنها زوجته الشرعية ، وحدث أن عيّرت معشوقة القيصر (( نيرون )) بأنه يخشى أمه فعزم على قتل أمه بالسمِ ، ولما علم أنها تتعاطى من الأدوية ما يحول بينه وبين غرضه أراد أن يقتلها غرقاً غير أنها أمكنها الفرار بإجادتها السباحة ، فطاردها رجاله إلى دارها فلما قبضوا عليها خلعت ثيابها استدراراً للرحمة وقالت لهم : ادفعوا سيوفكم في رحمي ، فلم يردوا لها أمرًا وطعنوها أكثر من طعنة طاعة للقيصر ، ولم يزد القيصر حين رآها تشخب في دمائها عارية على أن قال: (لم أكن أعرف أن لي أماً بمثل هذا الجمال )". ا هـ باختصار.............( مع الرسول في سيرته وسيره:ص 44- 48)
ج )أحوال المرأة لدى ملة الفرس:-
يقول العلامة / مبشر الطرازي الحسيني:
" كانت المرأة لدى ملة فارس في انحطاط وذلة أيضاً ، فإن التقاليد القديمة في فارس كانت تهين المرأة وتنظر إليها نظرة التعصب المذهبي الباطل والتشاؤم بها ، وإن الأفراد المتبعين المتعصبين في الديانة (( الزردشتية )) كانوا يحقرون شأن المرأة ويعتقدون أنها سبب هيجان الشرور التي توجب العذاب والسخط لدى الآلهة ، ولهذا يحكمون عليها أن تعيش تحت أنواع من الظلم ، وكانت المرأة في مذهب فارس القديم تحت سلطة الزوج حتى أن الزوج كان يتصرف في زوجتهِ تصرفه في مالهِ ومتاعهِ وكان له أن يحكم بقتلها ، مع أن تعدد الزوجات كان شائعاً بدون شرط أو تحديد عدد ". ا هـ..............(المرأة وحقوقها في الإسلام:ص12)
* يقول الدكتور/ يحي إسماعيل:
" ولم تكن الدولة (( أي فارس )) وحكامها بأقل شأناً في الرجس والفاحشة من الرومان ، فقد كان الزنا فيهم عرفاً سائداً ، ولقد كان من عادة الجماعة الإيرانيين الزواج من المحارم حفاظاً على نقاوة دم الأسرة فكان من المألوف أن يتزوج الأب ابنته وأمه والأخ أخته ". ا هـ.............( مع الرسول في سيرته وسيره:ص 57- 59 )
د‌) أحوال المرأة في الهند :-
يقول د/ يحي إسماعيل:
" وكانت المرأة في الهند لا قيمة لها ولا ثمن ، فقد كان للرجل أن يقامر بها ولا ضير عليه إن خسرها في القمار ، وإذا مات زوجها صارت كالموءودة لا تتزوج ولا تستحق احتراماً ، وانتشرت عادة إحراق الأيامى نفوسهن حداداً على أزواجهن وبخاصة في الطبقات الشريفة إظهاراً للوفاء وفراراً من الشقاء ".اهـ
( مع الرسول في سيرته وسيره:ص59 )
هـ) أحوال المرأة لدى ملة إسرائيل :ـ
يقول العلامة/ مبشر الطرازي الحسيني:
" كانت المرأة لدى ملة إسرائيل وطوائفها في الذلة والهوان ، حيث كانوا ينظرون إليها نظرة الإذلال والتحقير ، وكانوا يعتبرون البنات في منزلة الخادمات ، وكانت تقاليدهم تعطي لهم الحق في أن لا يزوجوا بناتهم فتعيش طول الحياة في الخدمة ، كما كان لهم الحق في أن يبيعوا بناتهم بيع الإماء ، كما أنه لم يكن للبنات حق في الميراث ". أ هـ ..............(المرأة وحقوقها في الإسلام:ص13)

...........................

» 1- أحوال المرأة في بعض ملل أهل الجاهلية
» 1- أحوال المرأة في بعض ملل أهل الجاهلية
» ذلة البنات عند العرب في الجاهلية وعزتهن في الإسلام
» باب: هل يداوي الرجل المرأة أو المرأة الرجل.
» المرأة الداعية