ايهاب متولى مؤسس الموقع
عدد المساهمات : 1578 نقاط : 3229 تاريخ التسجيل : 10/01/2011 العمر : 45
| موضوع: تكريم المرأة فى الاسلام 2013-05-26, 17:36 | |
|
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين أما بعد تمهيد
اخوتي الأعزاء : لقد كلفني هذا البحث وقتاً لا يستهان به ، وكلي رجاء أن ينال حظ القراءة منكم ، حتى يتم لي مناي المتمثل في تعميم الفائدة ، وعند الله كرم الأجر ، وجزيل الثواب
حقائق
الحق أن هذه المرأة عانت معاناة كثيرة ، بل كانت ضحية كل نظام ، وحسرة كل زمان ، صفحات الحرمان ، ومنابع الأحزان ، ظلمت ظلماً ، وهضمت هضماً ، لم تشهد البشرية مثله أبداً
صفحات من العـار
إن من صفحات العار على البشرية ، أن تعامل المرأة على أنها ليست من البشر ، لم تمر حضارة من الحضارات الغابرة ، إلا وسقت هذه المرأة ألوان العذاب ، وأصناف الظلم والقهر
فعند الإغريقيين قالوا عنها :شجرة مسمومة ، وقالوا هي رجس من عمل الشيطان ، وتباع كأي سلعة متاع
وعند الرومان قالوا عنها :ليس لها روح ، وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت الحار ، وتسحب بالخيول حتى الموت
وعند الصينيين قالوا عنها :مياه مؤلمة تغسل السعادة ، وللصيني الحق أن يدفن زوجته حية ، وإذا مات حُق لأهله أن يرثوه فيها
وعند الهنود قالوا عنها :ليس الموت ، والجحيم ، والسم ، والأفاعي ، والنار ، أسوأ من المرأة ، بل وليس للمرأة الحق عند الهنود أن تعيش بعد ممات زوجها ، بل يجب أن تحرق معه
وعند الفرس :أباحوا الزواج من المحرمات دون استثناء ، ويجوز للفارسي أن يحكم على زوجته بالموت
وعند اليهود : قالوا عنها : لعنة لأنها سبب الغواية ، ونجسة في حال حيضها ، ويجوز لأبيها بيعها
وعند النصارى :عقد الفرنسيون في عام 586م مؤتمراً للبحث: هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ ! وهل لها روح أم ليست لها روح؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً" قرروا أنَّها إنسان ، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب". وأصدر البرلمان الإنكليزي قراراً في عصر هنري الثامن ملك إنكلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب (العهد الجديد) أي الإنجيل(المحرف)؛ لأنَّها تعتبر نجسة
وعند العرب قبل الإسلام :تبغض بغض الموت ، بل يؤدي الحال إلى وأدها ، أي دفنها حية أو قذفها في بئر بصورة تذيب القلوب الميتة
تحـرير المرأة
ثم جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء ، بصفات غيرت وجه التاريخ القبيح ، لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في حضاراتها أبداً جاء الإسلام ليقول (( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْـرُوف ))
جاء الإسلام ليقول ((ٍ وَعَاشِـرُوهُنَّ بِالْمَعْـرُوفِ))
جاء الإسلام ليقول (( فَـلا تَعْضُلـوهُنَّ ))
جاء الإسلام ليقول (( وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَـدَرُهُ))
جاء الإسلام ليقول (( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ))
جاء الإسلام ليقول (( وَلا تُضَـارُّوهُنَّ لِتُضـَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ))
جاء الإسلام ليقول (( فَآتُـوهُنَّ أُجُـورَهُنَّ فَرِيضَة ))
جاء الإسلام ليقول (( وَلِلنِّسَـاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ ))
جاء الإسلام ليقول (( وَلِلنِّسَـاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ))
جاء الإسلام ليقول (( وَآتُوهُـمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُـم ))
جاء الإسلام ليقول (( وَأَنْتُمْ لِبَـاسٌ لَهُـنّ ))
جاء الإسلام ليقول (( هَـؤُلاءِ بَنَـاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُـمْ ))
جاء الإسلام ليقول (( فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً ))
جاء الإسلام ليقول (( لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهـاً ))
جاء الإسلام ليقول (( وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُن ))
جاء الإسلام ليقول ((ِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَـانٍ ))
وجاء الرسول الكريم ليبين لنا مكانة المرأة فسئل صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك ؟ قال : " عائشة " وكان يؤتى صلى الله عليه وسلم بالهدية ، فيقول : " اذهبوا بها على فلانة ، فإنها كانت صديقة لخديجة " وهو القائل : (( استوصوابالنساء خيراً ))
وهو القائل : (( لا يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضى منها آخـر ))
وهو القائل : (( إنما النـساء شقـائق الرجـال ))
وهو القائل : (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ))
وهو القائل : (( ولهن عليكم رزقهن وكسوتهـن بالمعروف ))
: تكريم المرأة في الإسلام
منقول
.
| |
|
ايهاب متولى مؤسس الموقع
عدد المساهمات : 1578 نقاط : 3229 تاريخ التسجيل : 10/01/2011 العمر : 45
| موضوع: رد: تكريم المرأة فى الاسلام 2013-05-26, 17:38 | |
|
الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين ورسول رب العالمين وإمام الموحدين وقائد الميادين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الجميع أن يقرؤوا الموضوع بأكمله فهو شيق وجميل ومفيد جدا فلا تكسلوا عن قراءته من أجل أن الموضوع طويلا بعض الشيء
هذه دعوة للمرأة أولا ثم للرجل حتى نقف على عظمة الإسلام ونحمد لله على هذه النعمة العظيمة وأن لا نساير الغرب في دعواهم
سوف نتحدث في هذا الموضوع على المرأة عند الآخرين أصحاب الشرائع الأخرى والديانات على حد زعمهم ثم نشرع في ذكر تكريم المرأة عندما سطع عليها نور الإسلام
وقد قمت بنقله مع بعض الاختصار من كتاب (عودة الحجاب) القسم الثالث-المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية. للشيخ الفاضل محمد إسماعيل المقدم حفظه الله
سوف يكون إن شاء الله بين ثنايا الموضوع تعليقات من عندي وقد لونتها بالأزرق
لنبدأ على بركة الله
المرأة عند الآخرين(1)
لا جرم أن الباحث في وضع المرأة قبل الإسلام لن يجد ما يسره , إذا يرى نفسه أما إجماع عالمي على تجريد هذه المخلوقة من جميع الحقوق الإنسانية :
(1) المرأة عند الإغريق :
كانت محتقرة مهانة , حتى سموها رجسا من عمل الشيطان , وكانت عندهم كسقط المتاع , تباع وتشترى في الأسواق , مسلوبة الحقوق , محرومة من حق الميراث وحق التصرف في المال , ومما يذكر عن فيلسوفهم ( سقراط ) قوله : ( إن وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة والانهيار في العالم , إن المرأة تشبه شجرة مسمومة حيث يكون ظاهرها جميلا , ولكن عندما تأكل العصافير تموت حالا ) . وهذا حال الفيلسوف عندهم والمفترض أن يكون مثقفا ومتعلما بالنسبة لديهم فهذا هو حاله وموقفه من المرأة فما بالك بمن دونه!! الله المستعان
ويحدثنا التاريخ عن اليونان في إدبار دولتهم كيف فشت فيهم الفواحش والفجور وعد من الحرية أن تكون المرأة عاهرا .
وتحكي بعض المصادر أنه كان للمرأة الإسبرطية الحق في أن تتزوج بأكثر من رجل واحد .
(2) المرأة عند الرومان :
كان شعارهم فيما يتعلق بالمرأة : " إن قيدها لا ينزع , ونيرها لا يخُلع " ومن عجيب ما ذكرته بعض المصادر - وهو مما لا يكاد يصدق – أن ( مما لاقته المرأة في العصور الرومانية تحت شعارهم المعروف " ليس للمرأة روح " تعذيبها بسكب الزيت الحار على بدنها , وربطها بالأعمدة , بل كانوا يربطون البريئات بذيول الخيول , ويسرعون بها إلى أقصى سرعة حتى تموت )(2) أريد من كل امرأة مسلمة أن تراجع نفسها قليلا وتحمد الله على نعمة الإسلام وأن لا تنساق وراء الخدع باسم حقوق المرأة فهؤلاء لم يعرفوا شيئا في حياتهم عن حقوق المرأة ويريدون أن يعلموننا هذه الحقوق التي هي نحن أهلها ... عجبي لهم
(3) المرأة عند الصينيين القدماء :
شبهت المرأة عندهم بالمياه المؤلمة التي تغسل السعادة والمال , وللصيني الحق في أن يبيع زوجته كالجارية , وإذا ترملت المرأة الصينية أصبح لأهل الزوج الحق فيها كثروة وتورث , وللصيني الحق في أن يدفن زوجته حية ! يعني باختصار هي كالسلعة تماما بل أحط !
(4) المرأة في قانون حموزابي :
كانت المرأة في عداد الماشية المملوكة , ومن قتل بنتا لرجل كان عليه أن يسلم بنته ليقتلها أو يتملكها . لا تعليق !
(5) المرأة عند الهنود :
في شرائع الهندوس أنه : ( ليس الصبر المقدر , والريح , والموت , والجحيم , والسم , والأفاعي , والنار , أسوأ من المرأة ) .
ولم يكن لها حق في الحياة بعد وفاة زوجها بل يجب أن تموت يوم موت زوجها وأن تحرق معه حية على موقد واحد , واستمرت هذه العادة حتى القرن السابع عشر حيث أبطلت على كره من رجال الدين الهنود وكانت قربانا للآلهة لترضى , أو تأمر بالمطر أو الرزق , وفي بعض مناطق الهند القديمة شجرة يجب أن يقدم لها أهل المنطقة فتاة تأكلها كل سنة " ؟! " )(3) .
ويذكر " جوستاف لوبون " أن المرأة في الهند ( تعد بعلها ممثلا للآلهة في الأرض . وتُعدٌ المرأة العزب(4) , والمرأة الأيم(5) على الخصوص من المنبوذين من المجتمع الهندوسي , والمنبوذ عندهم في رتبة الحيوانات , ومن الأيامى الفتاة التي تفقد زوجها في أوائل عمرها , فموت الرجل الهندوسي قاصم لظهر زوجته فلا قيام لها بعده , فالمرأة الهندوسية إذا آمت – أي فقدت زوجها- ظلت في الحداد بقية حياتها , قلت هذا عندهم إذا فقدت زوجها أما نحن في الإسلام إذا مات زوجها ! فإنها تحد أربعة أشهر وعشرة أيام فما أعظم الإسلام , نعم حق لكل مسلمة أن تفتخر بدينها , وعادت لا تعامل كإنسان , وعُدً نظرها مصدرا لكل شؤم على ما تنظر إليه , وعدت مدنسة لكل شيء تمسه , وأفضل شيء لها أن تقذف نفسها في النار التي يحرق بها جثمان زوجها , وإلا لقيت الهوان الذي يفوق عذاب النار )(6) .
(6) المرأة عند الفرس :
" أبيح الزواج بالأمهات والأخوات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت , قلت حسبنا قول الله تعالى ( حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما ) " 23,النساء" , وكانت تنفى الأنثى في فترة الطمث إلى مكان بعيد خارج المدينة , ولا يجوز لأحد مخالطتها إلا الخدم الذين يقدمون لها الطعام , وفضلا عن هذا كله فقد كانت المرأة الفارسية تحت سلطة الرجل المطلقة , يحق له أن يحكم عليها بالموت , أو أن ينعم عليها بالحياة "(7) قلت بئس الحياة للمرأة عندهم
(7) المرأة عند اليهود :
كانت بعض طوائف اليهود تعتبر البنت في مرتبة الخادمة , وكان لأبيها الحق في أن يبيعها قاصرة , وما كانت ترث إلا إذا لم يكن لأبيها ذرية من البنين , قلت فلتتعلم نساءنا قليلا ولا تنساق وراء دعوى العدل في الميراث الكاذبة وحسبنا قوله تعالى (وللذكر مثل حظ الأنثيين) فضلا على أنه يوجد حالات ترث فيها المرأة مثل الرجل بل وربما أكثر , واليهود يعتبرون المرأة لعنة لأنها أغوت آدم , وعندما يصيبها الحيض لا يجالسونها ولا يؤاكلونها( ولا تلمس وعاء حتى لا يتنجس , وكان بعضهم ينصب للحائض خيمة ويضع أمامها خبزا وماءا , وبجعلها في هذه الخيمة حتى تطهر . قلت ما أروع ديننا وما أعدل ديننا وكيف أعطى المرأة حقها فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجر عائشة رضي الله عنها ويقرأ القرآن وهي حائض .
( المرأة عند الأمم النصرانية :
هال رجال النصرانية الأوائل ما رأوا في المجتمع الروماني من انتشار الفواحش والمنكرات , فاعتبروا المرأة مسئولة عن هذا كله لأنها كانت تخرج إلى المجتمعات وتختلط بمن تشاء من الرجال كما تشاء فقرروا أن الزواج دنس يجب الابتعاد عنه وأن العزب أكرم عند الله من المتزوج , قلت أما نحن فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور (أما إني أتزوج المساء فمن رغب عن سنتي فليس مني) أو كما قال , وأعلنوا أنها باب الشيطان وأن العلاقة بالمرأة رجس في ذاتها , قلت حسبنا قول الله عز وجل (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )) [الروم : 21] , وأن السمو لا يتحقق إلا بالابتعاد عن الزواج , قال " ترتوليان " الملقب بالقديس(9) : (إنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان , ناقضة لنواميس الله , مشوهة للرجال ) .
وقال : "سوستام " الملقب بالقديس : ( إنها شر لا بد منه , وآفة مرغوب فيها , وخطر على الأسرة والبيت , ومحبوبة فتاكة , ومصيبة مطلية مموهة ) .
وفي القرن الخامس اجتمع اللاهوتيين ليبحثوا ويتساءلوا في " مجمع ماكون " : ( هل المرأة جثمان بحت أم هي جسد ذو روح يناط به الخلاص والهلاك ؟ ) وغلب على آرائهم إنها خلو من الروح الناجية , وليس هناك استثناء بين جميع بنات حواء من هذه الوصمة إلا مريم(10) عليها السلام أم المسيح " عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام " . قلت قد رأيت في بعض المنتديات موضوع بعنوان (هل المرأة إنسان؟) وكأن الموضوع كان موجه لنا نحن المسلمون , قلت الأجدر بهم الذين كتبوا هذه المواضيع أن يوجهوها إلى الغرب الذي ما عرفوا في حياتهم حقيقة حقوق المرأة !
فالدين النصراني المحرف الذي ينتمي إليه العالم الغربي اليوم يرى أن المرأة’ ينبوع المعاصي وأصل السيئة والفجور وباب من أبواب جهنم من حيث هي مصدر تحركه ومحمله على الآثام .
ومن أساسيات النصرانية المحرفة التنفير من المرأة وإن كانت زوجة , يقول أحد رجال الكنيسة : " بونا فنتور " الملقب بالقديس : ( إذا رأيتم المرأة , فلا تحسبوا أنكم ترون كائنا بشريا , بل ولا كائنا وحشيا , وإنما الذي ترونه هو الشيطان بذاته , والذي تسمعون به هو صفير الثعبان )(11) اهـ .
(وأصدر البرلمان الإنكليزي قرارا في عصر هنري الثامن ملك إنكلترا , يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب " العهد الجديد " أي الإنجيل , لأنها تعتبر نجسة ) . لا تعليق
وتذكر بعض المصادر أنه قد شكل مجلس اجتماعي في بريطانيا خصيصا لتعذيب النساء , وذلك سنة 1500م , وكان من ضمن مواده تعذيب النساء , وهن أحياء بالنار (!) .
بل إن القانون الإنكليزي كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته , وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات (نصف شلن) , وقد حدث أن باع إنكليزي زوجته عام 1931م بخمسمائة جنيه .
وقال الأستاذ " محمد رشيد رضا " رحمه الله : " من الغرائب التي نقلت عن بعض صحف إنكلترا في هذه الأيام(12) أنه لا يزال يوجد في بلاد الأرياف الإنكليزية رجال يبيعون نساءهم بثمن بخس جدا كثلاثين شلنا , وقد ذكرت – أي الصحف الإنكليزي – أسماء بعضهم "(13) اهـ .
أما وضع المرأة اليوم في ديار الكفار , فحدث ولا حرج عن الرذائل , والمهانة , والخلاعة , والابتذال , والاستغلال , في أقصى صورها وأبشع مظاهرها , يقول الدكتور " مصطفى السباعي " رحمه الله : أن المرأة أصبحت تطرد من المنزل بعد سن الثامنة عشرة لكي تبدأ في الكدح لنيل لقمة العيش وإذا أجبرتها الظروف في البقاء في المنزل فإنها تدفع إيجار غرفتها وثمن طعامها , بل تدفع رسما معينا مقابل اتصالاتها الهاتفية )(14) اهـ . قلت أما نحن فتجلس المرأة معززة وكرمة في بيت أبيها إلى أن تذهب لبيت زوجها
وحدث ولا حرج عن ندرة الزواج وشيوع البغاء وتفشي الزنا واللواط وكثرة اللقطاء
فهذه لمحة خاطفة عن حال المرأة عي عصر الحضارة المسماة حضارة القرن العشرين , وما هي بحضارة , وإنما هي قذارة وفجارة , عصر المساواة , وما هي بمساواة المرأة بالرجل , وإنما مساواة الإنسان بأخيه الحيوان :
إيه عصر العشرين ظنوك عصرا .. نيٍر الوجه مسعد الإنسان
لست (نورا) بل أنت (نارٌ) وظلم .. مذ جعلت الإنسان كالحيوان
(9) المرأة عند العرب في الجاهلية :
والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا , حتى أنزل الله فيهن ما أنزل , وقسم لهن ما قسم(15) . عمر بن الخطاب رضي الله عنه . قلت هاهو الفاروق قد عاش في الجاهلية وفي الإسلام ورأى الفرق بين الفترتين وقال قولته تلك
لم يكن لها إرث وكانوا يقولون في ذلك : ( لا يرثنا إلا من يحمل السيف ويحمي البيضة ) ولم يكن لها على زوجها أي حق , وليس للطلاق عدد محدود , ولا لتعدد الزوجات عدد معين , وكانوا إذا مات الرجل وله زوجة وأولاد من غيرها , كان الولد الأكبر أحق بزوجة أبيه من غيره , فهو يعتبرها إرثا كبقية أموال أبيه , قلت حسبنا قوله تعالى قال تعالى : {وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً} (22) سورة النساء
وكان أحدهم إذا أراد نجابة الولد حمل امرأته – بعد طهرها من الحيض – إلى الرجل النجيب كالشاعر والفارس , وتركها عنده حتى يستبين حملها منه , ثم عاد بها إلى بيته , وقد حملت بنجيب !
وكان من المأكولات ما هو خالص للذكور ومحرم على الإناث . وهو مذكور في القرآن
وكان عندهم انواع من الزواج الفاسد , ولا يزال بعضه إلى اليوم في البلاد الهمجية :
فمنها اشتراك الرهط من الرجال في الدخول على امرأة واحدة وإعطائها الحق في الولد أن تلحقه بمن شاءت . لا تعليق
ومنها السفاح بالبغاء العلني وكان عند العرب خاصا بالإماء دون الحرائر
ومنها اتخاذ الأخدان أي الصواحب والعشيقات , وكانوا يستترون به , ويعدونه لؤما وخسة(16) . قلت قد كثرت المواضيع في المنتديات عن الحب والعشيق والعشيقة وقد رأيت ذلك مرارا وكنت أرى في بعض الأحيان ردود عجيبة تقول (أنه في هذا الزمن لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدون حبيبة وأما غير ذلك فهذا متخلف) سبحان الله انتكست فطرتهم فالذي يفعلونه اليوم من اتخاذ العشيقات هو من أمور الجاهلية والله المستعان
ومنها نكاح المتعة وهو المؤقت , وقد استقر أمر الشريعة على تحريمه وتبيحه فرقة الشيعة الإمامية(17) .
من عادات الجاهلية في الطلاق :
( وكانت النساء أو بعضهن يطلقن الرجال في الجاهلية )
وأد البنات في الجاهلية
( ومن العرب من كان يرى البنت حملا فادحا يضعف دون احتماله وتتخاذل قواه لفرط ما يشفق من وصمة الذل ووصم العار إذا وهنت نفسها أو ذهب السباء بها فكان بين أن يستبقيها على كره لها ومضض منها وترقب لموتها أو يفزع إلى الحفر فيقذفها في جوفها ويهيل التراب على غضارة عودها ونضارة وجهها وبدل أن يدعها تستقبل الوجود وتستنشى نسيم الحياة يدعها في غمرة الموت بين طباق الأرض !!
وقال قتادة : " كان مضر وخزاعة يدفنون البنات أحياء , وأشدهم في هذا تميم , زعموا خوف القهر عليهم وكمع غير الأكفاء فيهن "(18)
( وكان بعضهم يغرقها وبعضهم يذبحها )(19)
وكانوا في بعض الأحيان ينشغلوا عن دفن البنت وهي صغيرة لسفر أو شغل فيدفنها وقد كبرت وتعقل , وقد كان بعضهم يلقي الأنثى من شاهق . قلت أين سيذهبوا من قول الله عز وجل ( وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ) التكوير "9.8"
( وكان العرب تفنن في الوأد , فمنهم من إذا صارت بنته سداسية يقول لأمها : طيبيها , وزينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها . وقد حفر لها بئرا في الصحراء فيبلغ بها البئر ويهيل عليها التراب حتى تستوي البئر بالأرض ومنهم من كان إذا قربت امرأته من الوضع حفر حرفة لتتمخض على رأس البئر , فإذا ولدت بنتا رمت بها في الحفرة وإن ولدت ابنا حبسته )(20) قلت وقد وصف الله حالهم في القرآن حين قال (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم يتواري من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه علي هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون ) [النحل: 58-59]
شمس الإسلام تشرق على المرأة
" إنما النساء شقائق الرجل "(21) حديث شريف . قلت حسبنا والله هذا الحديث العظيم في إعطاء المرأة حقها
(أسفر نور الإسلام , فافتر ثغر الدهر لنساء العرب عن جو مشرق وأمل بعيد , وأسلوب من الحياة بعيد )
رسخت أصول الإسلام , وورفت طلاله وخفقت على الخافقين اعلامه , ونعمت المرأة تحت ظله بوثوق الإيمان , وشرع لها من الحقوق ما لم يشرع لأمة من الامم في عصر من العصور , فلم تشبها امرأة من نساء العالمين في جلال حياتها وسناء منزلتها .
مظاهر تكريم المرأة في الإسلام للمرأة
لم يعتبر الإسلام المرأة جرثومة كما اعتبرها الآخرون ولكنه قرر حقيقة تزيل هذا الهوان عنها , وهيام المرأة’ بين يدي الإسلام قسيمة الرجل لها ما لها من الحقوق وعليها أيضا من الواجبات ما يلائم تكوينها
قال تعالى (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف , وللرجال عليهن درجة)
المساواة في الإنسانية
فالرجال والنساء سواء , قال تعالى )يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(
وهي قد خلقت من الرجل , قال سبحانه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً) قلت فلتتامل كل مسلمة وكل مسلم قوله تعالى ( من نفس واحدة) فهي حسبنا في هذه الباب
المساواة في أغلب تكاليف الإيمان
أيمان النساء كأيمان الرجال : قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار)
وقال تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا )
وقال سبحانه ( فاعلم انه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين وللمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم )
المساواة في المسؤلية المدنية
وخاصة المادية الخاصة
أكد الإسلام احترام شخصية المرأة المعنوية , وسواها بالرجل في أهلية الوجوب والأداء وأثبت لها حقها في التصرف , ومباشرة جميع العقود : كحق البيع والشراء , وحق الدائن والمدين وغير ذلك .
قال تبارك وتعالى (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ) "النساء:32" وجعل لها الحق الميراث , فقال تعالى : (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا) "النساء:37" قلت فليتأمل العالم كله هاتين الآيتين العظيمتين في إثبات أحقية المرأة
كما جعل لها مصداقا خالصا , لا يشاركها فيه أحد , قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن) الآيتان "النساء:19-20"
والمرأة في تملك هذه الحقوق شأنها أما الشرع شأن الرجل تماما إذا أحسنت أو أساءت , قال تعالى : (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء يما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم) "المائدة:38"
وقال عز وجل (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) الآية "النور:2"
وكذلك ساوت الشريعة بينهما في الدماء , قال الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى) " الآية "البقرة:178"
وهذه الآية تبين حكم النوع إذا قتل نوعه ولم تتعرض لأحد النوعين إذا قتل الآخر فهي محكمة وفيها إجمال بينه قوله تعالى : ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس) الآية "المائدة:45" قلت فليتدبر كل إنسان عظمة المساواة في الإسلام
المساواة في جزاء الآخرة
قال تعالى : (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) "النحل:97"
وقال عز وجل : (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا )
وتأمل كيف أكد القرآن هذه المبدأ في قوله تعالى (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ) "الأحزاب:35" قلت يكفي والله هذه الآية العظيمة في المساواة
فسوى سبحانه بين الزوج والزوجة والابن والبنت والعبد والأمة في هذه الصفات الجميلة
وقال عز وجل ( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم ) "الحديد:12"
وإلى غير ذلك يا إخواني من الآيات الكثيرة والأحاديث الشريفة لكني لم أذكرها حتى لا يطول الموضوع أكثر مما طال وبإمكانكم أن تقرؤوا كتاب (عودة الحجاب ) ويتكون من ثلاثة أجزاء وهو جميل وممتع جدا وهو للشيخ الفاضل محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله
وأسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين................................. [/size] | |
|
ايهاب متولى مؤسس الموقع
عدد المساهمات : 1578 نقاط : 3229 تاريخ التسجيل : 10/01/2011 العمر : 45
| موضوع: رد: تكريم المرأة فى الاسلام 2013-05-26, 17:47 | |
|
من صور تكريم الإسلام بما لم يكرمها به دين سواه؛ فالنساء في الإسلام شقائق الرجال، وخير الناس خيرهم لأهله؛ فالمسلمة في طفولتها لها حق الرضاع، والرعاية، وإحسان التربية، وهي في ذلك الوقت قرة العين، وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها. وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة، التي يغار عليها وليها، ويحوطها برعايته، فلا يرضى أن تمتد إليها أيد بسوء، ولا ألسنة بأذى، ولا أعين بخيانة. وإذا تزوجت كان ذلك بكلمة الللمرأة محمد بن إبراهيم الحمد (*) لقد رفع الإسلام مكانة المرأة، وأكرمهاله، وميثاقه الغليظ؛ فتكون في بيت الزوج بأعز جوار، وأمنع ذمار، وواجب على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكف الأذى عنها. وإذا كانت أماً كان برُّها مقروناً بحق الله-تعالى-وعقوقها والإساءة إليها مقروناً بالشرك بالله، والفساد في الأرض. وإذا كانت أختاً فهي التي أُمر المسلم بصلتها، وإكرامها، والغيرة عليها. وإذا كانت خالة كانت بمنزلة الأم في البر والصلة. وإذا كانت جدة، أو كبيرة في السن زادت قيمتها لدى أولادها، وأحفادها، وجميع أقاربها؛ فلا يكاد يرد لها طلب، ولا يُسَفَّه لها رأي. وإذا كانت بعيدة عن الإنسان لا يدنيها قرابة أو جوار كان له حق الإسلام العام من كف الأذى، وغض البصر ونحو ذلك. وما زالت مجتمعات المسلمين ترعى هذه الحقوق حق الرعاية، مما جعل للمرأة قيمة واعتباراً لا يوجد لها عند المجتمعات غير المسلمة.
ثم إن للمرأة في الإسلام حق التملك، والإجارة، والبيع، والشراء، وسائر العقود، ولها حق التعلم، والتعليم، بما لا يخالف دينها، بل إن من العلم ما هو فرض عين يأثم تاركه ذكراً أم أنثى. بل إن لها ما للرجال إلا بما تختص به من دون الرجال، أو بما يختصون به دونها من الحقوق والأحكام التي تلائم كُلاً منهما على نحو ما هو مفصل في مواضعه.
ومن إكرام الإسلام للمرأة أن أمرها بما يصونها، ويحفظ كرامتها، ويحميها من الألسنة البذيئة، والأعين الغادرة، والأيدي الباطشة؛ فأمرها بالحجاب والستر، والبعد عن التبرج، وعن الاختلاط بالرجال الأجانب، وعن كل ما يؤدي إلى فتنتها.
ومن إكرام الإسلام لها: أن أمر الزوج بالإنفاق عليها، وإحسان معاشرتها، والحذر من ظلمها، والإساءة إليها.
بل ومن المحاسن-أيضاً-أن أباح للزوجين أن يفترقا إذا لم يكن بينهما وفاق، ولم يستطيعا أن يعيشا عيشة سعيدة؛ فأباح للزوج طلاقها بعد أن تخفق جميع محاولات الإصلاح، وحين تصبح حياتهما جحيماً لا يطاق. وأباح للزوجة أن تفارق الزوج إذا كان ظالماً لها، سيئاً في معاشرتها، فلها أن تفارقه على عوض تتفق مع الزوج فيه، فتدفع له شيئاً من المال، أو تصطلح معه على شيء معين ثم تفارقه.
ومن صور تكريم الإسلام للمرأة أن نهى الزوج أن يضرب زوجته بلا مسوغ، وجعل لها الحق الكامل في أن تشكو حالها إلى أوليائها، أو أن ترفع للحاكم أمرها؛ لأنها إنسان مكرم داخل في قوله-تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) الإسراء. وليس حسن المعاشرة أمراً اختيارياً متروكاً للزوج إن شاء فعله وإن شاء تركه، بل هو تكليف واجب. قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم يضاجعها) رواه البخاري ومسلم. فهذا الحديث من أبلغ ما يمكن أن يقال في تشنيع ضرب النساء؛ إذ كيف يليق بالإنسان أن يجعل امرأته - وهي كنفسه - مهينة كمهانة عبده بحيث يضربها بسوطه، مع أنه يعلم أنه لا بد له من الاجتماع والاتصال الخاص بها. ولا يفهم مما مضى الاعتراض على مشروعية ضرب الزوجة بضوابطه، ولا يعني أن الضرب مذموم بكل حال. لا، ليس الأمر كذلك؛ فلا يطعن في مشروعية الضرب إلا من جهل هداية الدين، وحكمة تشريعاته من أعداء الإسلام ومطاياهم ممن نبتوا من حقل الغرب، ورضعوا من لبانه، ونشأوا في ظله. هؤلاء الذين يتظاهرون بتقديس النساء والدفاع عن حقوقهن؛ فهم يطعنون في هذا الحكم، ويتأففون منه، ويعدونه إهانة للمرأة. وما ندري من الذي أهان المرأة؟ أهو ربّها الرحيم الكريم الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟ أم هؤلاء الذين يريدونها سلعة تمتهن وتهان، فإذا انتهت مدة صلاحيتها ضربوا بها وجه الثرى؟ إن هؤلاء القوم يستنكفون من مشروعية تأديب المرأة الناشز، ولا يستنكفون أن تنشز المرأة، وتترفع على زوجها، فتجعله-وهو رأس البيت-مرؤوساً، وتصر على نشوزها، وتمشي في غلوائها، فلا تلين لوعظه، ولا تستجيب لنصحه، ولا تبالي بإعراضه وهجره. تُرى كيف يعالجون هذا النشوز؟ وبم يشيرون على الأزواج أن يعاملوا به الزوجات إذا تمَرَّدْنَ ؟ لعل الجواب تضمنه قول الشنفرى الشاعر الجاهلي حين قال مخاطباً زوجته: إذا ما جئتِ ما أنهاكِ عنه *** فلم أنكر عليك فطلقيني فأنتِ البعلُ يومئذٍ فقومي *** بسوطك-لا أبا لك- فاضربيني نعم لقد وجد من النساء - وفي الغرب خاصة - من تضرب زوجها مرة إثر مرة، والزوج يكتم أمره، فلما لم يعد يطيق ذلك طلَّقها، حينئذٍ ندمت المرأة، وقالت: أنا السبب؛ فلقد كنت أضربه، وكان يستحيي من الإخبار بذلك، ولما نفد صبره طلَّقني! وقالت تلك المرأة القوامة: أنا نادمة على ما فعلت، وأوجه النصيحة بألا تضرب الزوجات أزواجهن! لقد أذن الإسلام بضرب الزوجة كما في قوله-تعالى-: (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) النساء: 34. وكما في قوله - عليه الصلاة والسلام - في حجة الوداع: (ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مُبَرِّح). ولكن الإسلام حين أذن بضرب الزوجة لم يأذن بالضرب المبرح الذي يقصد به التشفي، والانتقام، والتعذيب، وإهانة المرأة وإرغامها على معيشة لا ترضى بها. وإنما هو ضرب للحاجة وللتأديب، تصحبه عاطفة المربي والمؤدب؛ فليس للزوج أن يضرب زوجته بهواه، وليس له إن ضربها أن يقسو عليها؛ فالإسلام أذن بالضرب بشروط منها: أ- أن تصر الزوجة على العصيان حتى بعد التدرج معها. ب- أن يتناسب العقاب مع نوع التقصير؛ فلا يبادر إلى الهجر في المضجع في أمر لا يستحق إلا الوعظ والإرشاد، ولا يبادر إلى الضرب وهو لم يجرب الهجر؛ ذلك أن العقاب بأكثر من حجم الذنب ظلم. ج- أن يستحضر أن المقصود من الضرب العلاجُ والتأديب والزجر لا غير؛ فيراعي التخفيف فيه على أحسن الوجوه؛ فالضرب يتحقق باللكزة، أو بالمسواك ونحوه. د- أن يتجنب الأماكن المخوفة كالرأس والبطن والوجه. هـ - ألا يكسر عظماً، ولا يشين عضواً، وألا يدميها، ولا يكرر الضربة في الموضع الواحد. و- ألا يتمادى في العقوبة قولاً أو فعلاً إذا هي ارتدعت وتركت النشوز. فالضرب - إذاً - للمصلحة لا للإهانة، ولو ماتت الزوجة بسبب ضرب الزوج لوجبت الدية والكفارة، إذا كان الضرب لغير التأديب المأذون فيه. أما إذا كان التلف مع التأديب المشروع فلا ضمان عليه، هذا مذهب أحمد ومالك. أما الشافعي وأبو حنيفة فيرون الضمان في ذلك، ووافقهم القرطبي - وهو مالكي. وقال النووي-رحمه الله-في شرح حديث حجة الوداع السابق: (وفي هذا الحديث إباحة ضرب الرجل امرأته للتأديب، فإن ضربها الضرب المأذون فيه فماتت وجبت ديتها على عاقلة الضارب، ووجبت الكفارة في ماله). ومن هنا يتبين لنا أن الضرب دواء ينبغي مراعاة وقته، ونوعه، وكيفيته، ومقداره، وقابلية المحل، لكن الذين يجهلون هداية الإسلام يقلبون الأمر، ويلبسون الحق بالباطل. ثم إن التأديب بالضرب ليس كل ما شرعه الإسلام من العلاج، بل هو آخر العلاجات مع ما فيه من الكراهة؛ فإذا وجدت امرأة ناشز أساءت عشرة زوجها، وركبت رأسها، واتبعت خطوات الشيطان، ولم ينجع معها وعظ ولا هجران-فماذا يصنع الرجل في مثل هذه الحال؟ هل من كرامته أن يهرع إلى مطالبة زوجته كل ما نشزت؟ وهل تقبل المرأة ذلك، فينتشر خبرها، فتكون غرضاً للذم، وعرضة للَّوم؟ إن الضرب بالمسواك، وما أشبهه أقلُّ ضرراً على المرأة نفسها من تطليقها الذي هو نتيجة غالبة لاسترسالها في نشوزها، فإذا طُلِّقت تصدع بنيان الأسرة، وتفرق شملها، وتناثرت أجزاؤها. وإذا قيس الضرر الأخف بالضرر الأعظم كان ارتكاب الأخف حسناً جميلاً، كما قيل: وعند ذكر العمى يستحسن العورُ. فالضرب طريق من طرق العلاج يجدي مع بعض النفوس الشاردة التي لا تفهم بالحسنى، ولا ينفع معها الجميل، ولا تفقه الحجة، ولا تقاد بزمام الإقناع. ثم إذا أخطأ أحد من المسلمين سبيل الحكمة، فضرب زوجته وهي لا تستحق، أو ضربها ضرباً مبرحاً-فالدين براء من تبعة هذه النقائص، وإنما تبعتها على أصحابها. هذا وقد أثبتت دراسات علم النفس أن بعض النساء لا ترتاح أنفسهن إلا إذا تعرضن إلى قسوة وضرب شديد مبرح، بل قد يعجبها من الرجل قسوته، وشدته، وعنفه؛ فإذا كانت امرأة من هذا النوع فإنه لا يستقيم أمرها إلا بالضرب. وشواهد الواقع والملاحظات النفسية على بعض أنواع الانحراف تقول: إن هذه الوسيلة قد تكون أنسب الوسائل لإشباع انحراف نفسي معين، وإصلاح سلوك صاحبه، وإرضائه في الوقت ذاته؛ فربما كان من النساء من لا تحس قوة الرجل الذي تحب أن يكون قواماً عليها إلا حين يقهرها عضلياً. وليست هذه طبيعة كل امرأة، ولكن هذه الصنف من النساء موجود، وهو الذي يحتاج إلى هذه المرحلة الأخيرة؛ ليستقيم على الطريقة.
والذين يولعون بالغرب، ويولون وجوههم شطره يوحون إلينا أن نساء الغرب ينعمن بالسعادة العظمى مع أزواجهن ولكن الحقيقة الماثلة للعيان تقول غير ذلك؛ فتعالوا نطالع الإحصاءات التي تدل على وحشية الآخرين الذين يرمون المسلمين بالوحشية. أ- نشرت مجلة التايم الأمريكية أن ستة ملايين زوجة في أمريكا يتعرضن لحوادث من جانب الزوج كل عام، وأنه من ألفين إلى أربعة آلاف امرأة يتعرضن لضرب يؤدي إلى الموت، وأن رجال الشرطة يقضون ثلث وقتهم للرد على مكالمات حوادث العنف المنزلي.انظر دور المرأة المسلمة في المجتمع إعداد لجنة المؤتمر النسائي الأول ص45. ب- ونشر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي عام 1979م أن 40% من حوادث قتل النساء تحدث بسبب المشكلات الأسرية، وأن 25% من محاولات الانتحار التي تُقْدم عليها الزوجات يسبقها نزاع عائلي. انظر دور المرأة المسلمة في المجتمع ص46. ج- دراسة أمريكية جرت في عام 1407هـ-1987م أشارت إلى 79% يقومون بضرب النساء وبخاصة إذا كانوا متزوجين بهن. وكانت الدراسة قد اعتمدت على استفتاء أجراه د.جون بيرير الأستاذ المساعد لعلم النفس في جامعة كارولينا الجنوبية بين عدد من طلبته. وقد أشارت الدراسة إلى أن استعداد الرجال لضرب زوجاتهم عالٍ جداً، فإذا كان هذا بين طلبة الجامعة فكيف بمن هو دونهم تعليماً؟ د- وفي دراسة أعدها المكتب الوطني الأمريكي للصحة النفسية جاء أن 17% من النساء اللواتي يدخلن غرف الإسعاف ضحايا ضرب الأزواج أو الأصدقاء، وأن 83% دخلن المستشفيات سابقاً مرة على الأقل للعلاج من جروح وكدمات أصيبن بها كان دخولهن نتيجة الضرب. وقال إفان ستارك معد هذه الدراسة التي فحصت (1360) سجلاً للنساء: إن ضرب النساء في أمريكا ربما كان أكثر الأسباب شيوعاً للجروح التي تصاب بها النساء، وأنها تفوق ما يلحق بهن من أذى نتيجة حوادث السيارات، والسرقة، والاغتصاب مجتمعة. وقالت جانيس مور-وهي منسقة في منظمة الائتلاف الوطني ضد العنف المنزلي ومقرها واشنطن: إن هذه المأساة المرعبة وصلت إلى حد هائل؛ فالأزواج يضربون نسائهم في سائر أنحاء الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى دخول عشرات منهن إلى المستشفيات للعلاج. وأضافت بأن نوعية الإصابات تتراوح ما بين كدمات سوداء حول العينين، وكسور في العظام، وحروق وجروح، وطعن بالسكين، وجروح الطلقات النارية، وما بين ضربات أخرى بالكراسي، والسكاكين، والقضبان المحماة. وأشارت إلى أن الأمر المرعب هو أن هناك نساء أكثر يُصبن بجروح وأذى على أيدي أزواجهن ولكنهن لا يذهبن إلى المستشفى طلباً للعلاج، بل يُضمِّدن جراحهن في المنزل. وقالت جانيس مور: إننا نقدر بأن عدد النساء اللواتي يُضربن في بيوتهن كل عام يصل إلى ستة ملايين امرأة، وقد جمعنا معلومات من ملفات مكتب التحقيقات الفيدرالية، ومن مئات الملاجئ التي توفر المأوى للنساء الهاربات من عنف وضرب أزواجهن.انظر من أجل تحرير حقيقي ص16-21 وانظر المجتمع العاري بالوثائق والأرقام ص56-57. هـ - وجاء في كتاب ماذا يريدون من المرأة لعبدالسلام البسيوني ص36-66 ما يلي: - ضرب الزوجات في اليابان هو السبب الثاني من أسباب الطلاق. - 772 امرأة قتلهن أزواجهن في مدينة ساوباولو البرازيلية وحدها عام1980م. - يتعرض ما بين ثلاثة إلى أربعة ملايين من الأمريكيات للإهانة المختلفة من أزواجهن وعشاقهن سنوياً. - أشارت دراسة كندية اجتماعية إلى أن ربع النساء هناك-أي أكثر من ثمانية ملايين امرأة-يتعرضن لسوء المعاملة كل عام. - في بريطانيا تستقبل شرطة لندن وحدها مائة ألف مكالمة سنوياً من نساء يضربهن أزواجهن على مدار السنين الخمس عشرة الماضية. - تتعرض امرأة لسوء المعاملة في أمريكا كل ثمان ثوان. - مائة ألف ألمانية يضربهن أزواجهن سنوياً، ومليونا فرنسية. -60% من الدعوات الهاتفية التي تتلقاها شرطة النجدة في باريس أثناء الليل-هي نداءات استغاثة من نساء تُساء معاملتهن. وبعد فإننا في غنى عن ذكر تلك الإحصاءات؛ لعلمنا بأنه ليس بعد الكفر ذنب. ولكن نفراً من بني جلدتنا غير قليل لا يقع منهم الدليل موقعه إلا إذا نسب إلى الغرب وما جرى مجراه؛ فها هو الغرب تتعالى صيحاته من ظلم المرأة؛ فهل من مدكر؟ إذا لم يكن للمرء عين صحيحة *** فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر ومن صور تكريم الإسلام للمرأة أن أنقذها من أيدي الذين يزدرون مكانها، وتأخذهم الجفوة في معاشرتها؛ فقرر لها من الحقوق ما يكفل راحتها، وينبه على رفعة منزلتها، ثم جعل للرجل حق رعايتها، وإقامة سياج بينها وبين ما يخدش كرامتها. ومن الشاهد على هذا قوله-تعالى-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) البقرة: 228. فجعلت الآية للمرأة من الحقوق مثل ما للرجل؛ وإذا كان أمر الأسرة لا يستقيم إلا برئيس يدبره فأحقهم بالرياسة هو الرجل الذي شأنه الإنفاق عليها، والقدرة على دفاع الأذى عنها. وهذا ما استحق به الدرجة المشار إليها في قوله-تعالى-: وللرجال عليهن درجة وقوله: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) النساء: 34. بل إن الله-عز وجل-قد اختص الرجل بخصائص عديدة تؤهله للقيام بهذه المهمة الجليلة. ومن تلك الخصائص ما يلي: أ- أنه جُعل أصلها، وجعلت المرأة فرعه، كما قال-تعالى-: (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) النساء: 1. ب- أنها خلقت من ضلعه الأعوج، كما جاء في قوله-عليه الصلاة والسلام-: (استوصوا بالنساء؛ فإن المرأة خلقت من ضلَع أعوج، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه؛ إن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج؛ استوصوا بالنساء خيراً). ج- أن المرأة ناقصة عقل ودين، كما قال-عليه الصلاة والسلام-: (ما رأيت ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم منكن). قالت امرأة: يا رسول الله، وما نقصان العقل والدين؟ قال: (أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل، وتمكث الليالي ما تصلي، وتفطر في رمضان؛ فهذا نقصان الدين). فلا يمكن-والحالة هذه-أن تستقل بالتدبير والتصرف. د- نقص قوَّتها، فلا تقاتل ولا يُسهَم لها. هـ- ما يعتري المرأة من العوارض الطبيعية من حمل وولادة، وحيض ونفاس، فيشغلها عن مهمة القوامة الشاقة. و- أنها على النصف من الرجل في الشهادة-كما مر-وفي الدية، والميراث، والعقيقة، والعتق. هذه بعض الخصائص التي يتميز بها الرجل عن المرأة. قال الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-: (ولا ينازع في تفضيل اللهِ الرجلَ على المرأة في نظام الفطرة إلا جاهل أو مكابر؛ فهو أكبر دماغاً، وأوسع عقلاً، وأعظم استعداداً للعلوم، وأقدر على مختلف الأعمال).
وبعد أن استبان لنا عظم شأن القوامة، وأنها أمر يأمر به الشرع، وتقره الفطرة السوية، والعقول السليمة-فهذا ذكر لبعض ما قاله بعض الغربيين من الكتاب وغيرهم في شأن القوامة؛ وذلك من باب الاستئناس؛ لأن نفراً من بني جلدتنا لا يقع الدليل موقعه عندهم إلا إذا صدر من مشكاة الغرب. أ- تقول جليندا جاكسون حاملة الأوسكار التي منحتها ملكة بريطانيا وساماً من أعلى أوسمة الدولة، والتي حصلت على جائزة الأكاديمية البريطانية، وجائزة مهرجان مونتريال العالمي تقول: (إن الفطرة جعلت الرجل هو الأقوى والمسيطر بناءً على ما يتمتع به من أسباب القوة تجعله في المقام الأول بما خصه الله به من قوة في تحريك الحياة، واستخراج خيراتها، إنه مقام الذاتية عند الرجل التي تؤهله تلقائياً لمواجهة أعباء الحياة وإنمائها، واطراد ذلك في المجالات الحياتية). ب- الزعيمة النسائية الأمريكية (فليش شلافي) دعت المرأة إلى وجوب الاهتمام بالزوج والأولاد قبل الاهتمام بالوظيفة، وبوجوب أن يكون الزوج هو رب الأسرة وقائد دفتها. ج- وفي كتاب صدر أخيراً عن حياة الكاتبة الإنجليزية المشهورة (أجاثا كريستي) ورد فيه قولها: (إن المرأة الحديثة مُغَفَّلة؛ لأن مركزها في المجتمع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم؛ فنحن النساء نتصرف تصرفاً أحمق؛ لأننا بذلنا الجهد خلال السنين الماضية؛ للحصول على حق العمل والمساواة في العمل مع الرجل. والرجال ليسوا أغبياء؛ فقد شجعونا على ذلك معلنين أنه لا مانع مطلقاً من أن تعمل الزوجة وتضاعف دخل الزوج. ومن المحزن أن نجد بعد أن أثبتنا نحن النساء أننا الجنس اللطيف الضعيف أننا نعود اليوم لنساوى في الجهد والعرق الذي كان من نصيب الرجل وحده). د- وتقول طبيبة نفسية أمريكية: (أيما امرأة قالت: أنا واثقة بنفسي، وخرجت دون رقيب أو حسيب فهي تقتل نفسها وعفتها). هذا ما يقول العقلاء من أولئك القوم، فماذا يقول العلم الحديث في ذلك الشأن؟ لقد أثبت العلم الحديث أخيراً وَهْمَ محاولات المساواة بين الرجل والمرأة، وأن المرأة لا يمكن أن تقوم بالدور الذي يقوم به الرجل؛ فقد أثبت الطبيب (د.روجرز سبراي) الحائز على جائزة نوبل في الطب-وجود اختلافات بين مخ الرجل ومخ المرأة، الأمر الذي لا يمكن معه إحداث مساواة في المشاعر وردود الأفعال، والقيام بنفس الأدوار. وقد أجرى طبيب الأعصاب في جامعة (بيل) الأمريكية بحثاً طريفاً رصد خلاله حركة المخ في الرجال والنساء عند كتابة موضوع معين أو حل مشكلة معينة، فوجد أن الرجال بصفة عامة يستعملون الجانب الأيسر من المخ، أما المرأة فتستعمل الجانبين معاً. وفي هذا دليل-كما يقول أستاذ جامعة بيل-أن نصْفَ مُخِّ الرجل يقوم بعمل لا يقدر عليه مُخُّ المرأة إلا بشطريه. وهذا يؤكد أن قدرات الرجل أكبر من قدرات المرأة في التفكير، وحل المشكلات. وهذا ما اكتشفه البروفيسور ريتشارد لين من القسم السيكيولوجي في جامعة ألستر البريطانية حيث يقول: (إن عدداً من الدراسات أظهرت أن وزن دماغ الرجل يفوق مثيله النسائي بحوالي أربع أوقيات). وأضاف لين: (أنه يجب الإقرار بالواقع، وهو أن دماغ الذكور أكبر حجماً من دماغ الإناث، وأن هذا الحجم مرتبط بالذكاء). وقال: (إن أفضلية الذكاء عند الذكور تشرح أسباب حصول الرجال في بريطانيا على ضعفي ما تحصل عليه النساء من علامات الدرجة الأولى). وسواء صح ما قالوه أم لم يصح فإن الله-سبحانه-أخبرنا في كتابه بالاختلاف بين الجنسين على وجه العموم فقال-عز وجل-: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى) آل عمران: 36. فكل ميسر لما خلق له، وكل يعمل على شاكلته. ولا يفهم من خلال ما مضى أن ضعف المرأة ونقصها الخلْقي يعد من مساوئها بل هو من أعظم محاسنها. قال العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله-: (ألا ترى أن الضعف الخِلْقيَّ والعجز عن الإبانة في الخصام عيب ناقص في الرجال مع أنه يعد من جملة محاسن النساء التي تجذب إليها القلوب. قال جرير: إن العيون التي في طرفها حور *** قتلننا ثم لم يحين قتلانا يَصْرَعْن ذا اللب حتى لا حراك به *** وهن أضعف خلق الله أركانا وقال ابن الدمينة: بنفسي وأهلي من إذا عرضوا له *** ببعض الأذى لم يدر كيف يجيب فلم يعتذرْ عُذْرَ البريء ولم تزل *** به سكتة حتى يقال مريب فالأول تشبيب بهن بضعف أركانهن، والثاني بعجزهن عن الإبانة في الخصام كما قال-تعالى-: (وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) الزخرف: 18. ولهذا التباين في الكمال والقوة بين النوعين صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم - (اللعن على من تشبه منهما بالآخر). وقال-رحمه الله-بعد أن ذكر بعض الأدلة على فضيلة الذكر على الأنثى: (فإذا عرفت من هذه أن الأنوثة نقص خلقي، وضعف طبيعي-فاعلم أن العقل الصحيح الذي يدرك الحكم والأسرار يقضي بأن الناقص الضعيف بخلقته وطبيعته يلزم أن يكون تحت نظر الكامل في خلقته، القوي بطبيعته؛ ليجلب له ما لا يقدر على جلبه من النفع، ويدفع عنه ما لا يقدر على دفعه من الضر).
ومن إكرام الإسلام للمرأة: أن أباح للرجل أن يعدد، فيتزوج بأكثر من واحدة، فأباح له أن يتزوج اثنتين، أو ثلاثاً، أو أربعاً، ولا يزيد عن أربع بشرط أن يعدل بينهن في النفقة، والكسوة، والمبيت، وإن اقتصر الزوج على واحدة فله ذلك. هذا وإن في التعدد حكماً عظيمة، ومصالح كثيرة لا يدركها الذين يطعنون في الإسلام، ويجهلون الحكمة من تشريعاته، ومما يبرهن على الحكمة من مشروعية التعدد مايلي: 1- أن الإسلام حرم الزنا، وشدَّد في تحريمه؛ لما فيه من المفاسد العظيمة التي تفوق الحصر والعد، والتي منها: اختلاط الأنساب، وقتل الحياء، والذهاب بالشرف وكرامة الفتاة؛ إذ الزنا يكسوها عاراً لا يقف حده عندها، بل يتعداه إلى أهلها وأقاربها. ومن أضرار الزنا: أن فيه جناية على الجنين الذي يأتي من الزنا؛ حيث يعيش مقطوع النسب، محتقراً ذليلاً. ومن أضراره: ما ينتج عنه من أمراض نفسية وجسدية يصعب علاجها، بل ربما أودت بحياة الزاني كالسيلان، والزهري، والهربس، والإيدز، وغيرها. والإسلام حين حرَّم الزنا وشدَّد في تحريمه فتح باباً مشروعاً يجد فيه الإنسان الراحة، والسكن، والطمأنينة ألا وهو الزواج، حيث شرع الزواج، وأباح التعدد فيه كما مضى. ولا ريب أن منع التعدد ظلم للرجل وللمرأة؛ فمنعه قد يدفع إلى الزنا؛ لأن عدد النساء يفوق عدد الرجال في كل زمان ومكان، ويتجلى ذلك في أيام الحروب؛ فَقَصْر الزواج على واحدة يؤدي إلى بقاء عدد كبير من النساء دون زواج، وذلك يسبب لهن الحرج، والضيق، والتشتت، وربما أدى بهن إلى بيع العرض، وانتشار الزنا، وضياع النسل. 2- أن الزواج ليس متعة جسدية فحسب: بل فيه الراحة، والسكن، وفيه-أيضاً-نعمة الولد، والولد في الإسلام ليس كغيره في النظم الأرضية؛ إذ لوالديه أعظم الحق عليه؛ فإذا رزقت المرأة أولاداً، وقامت على تربيتهم كانوا قرة عين لها؛ فأيهما أحسن للمرأة: أن تنعم في ظل رجل يحميها، ويحوطها، ويرعاها، وترزق بسببه الأولاد الذين إذا أحسنت تربيتهم وصلحوا كانوا قرة عين لها؟ أو أن تعيش وحيدة طريدة ترتمي هنا وهناك؟ !. 3- أن نظرة الإسلام عادلة متوازنة: فالإسلام ينظر إلى النساء جميعهن بعدل، والنظرة العادلة تقول بأنه لابد من النظر إلى جميع النساء بعين العدل. إذا كان الأمر كذلك؛ فما ذنب العوانس اللاتي لا أزواج لهن؟ ولماذا لا يُنظر بعين العطف والشفقة إلى من مات زوجها وهي في مقتبل عمرها؟ ولماذا لا ينظر إلى النساء الكثيرات اللواتي قعدن بدون زواج؟. أيهما أفضل للمرأة: أن تنعم في ظل زوج معه زوجة أخرى، فتطمئن نفسها، ويهدأ بالها، وتجد من يرعاها، وترزق بسببه الأولاد، أو أن تقعد بلا زواج البتة؟. وأيهما أفضل للمجتمعات: أن يعدد بعض الرجال فيسلم المجتمع من تبعات العنوسة؟ أو ألا يعدد أحد، فتصطلي المجتمعات بنيران الفساد؟. وأيهما أفضل: أن يكون للرجل زوجتان أو ثلاث أو أربع؟ أو أن يكون له زوجة واحدة وعشر عشيقات، أو أكثر أو أقل؟. 4- أن التعدد ليس واجباً: فكثير من الأزواج المسلمين لا يعددون؛ فطالما أن المرأة تكفيه، أو أنه غير قادر على العدل فلا حاجة له في التعدد. 5- أن طبيعة المرأة تختلف عن طبيعة الرجل: وذلك من حيث استعدادها للمعاشرة؛ فهي غير مستعدة للمعاشرة في كل وقت، ففي الدورة الشهرية مانع قد يصل إلى عشرة أيام، أو أسبوعين كل شهر. وفي النفاس مانع-أيضاً-والغالب فيه أنه أربعون يوماً، والمعاشرة في هاتين الفترتين محظورة شرعاً، لما فيها من الأضرار التي لا تخفى. وفي حال الحمل قد يضعف استعداد المرأة في معاشرة الزوج، وهكذا. أما الرجل فاستعداده واحد طيلة الشهر، والعام؛ فبعض الرجال إذا منع من التعدد قد يؤول به الأمر إلى سلوك غير مشروع. 6- قد تكون الزوجة عقيماً لا تلد: فيُحْرَمُ الزوج من نعمة الولد، فبدلاً من تطليقها يبقي عليها، ويتزوج بأخرى ولود. وقد يقال: وإذا كان الزوج عقيماً والزوجة ولوداً؛ فهل للمرأة الحق في الفراق؟. والجواب: نعم فلها ذلك إن أرادت. 7- قد تمرض الزوجة مرضاً مزمناً: كالشلل وغيره، فلا تستطيع القيام على خدمة الزوج؛ فبدلاً من تطليقها يبقي عليها، ويتزوج بأخرى. 8- قد يكون سلوك الزوجة سيئاً: فقد تكون شرسة، سيئة الخلق لا ترعى حق زوجها؛ فبدلاً من تطليقها يبقي الزوج عليها، ويتزوج بأخرى؛ وفاء للزوجة، وحفظاً لحق أهلها، وحرصاً على مصلحة الأولاد من الضياع إن كان له أولاد منها. 9- أن قدرة الرجل على الإنجاب أوسع بكثير من قدرة المرأة: فالرجل يستطيع الإنجاب إلى ما بعد الستين، بل ربما تعدى المائة وهو في نشاطه وقدرته على الإنجاب. أما المرأة فالغالب أنها تقف عن الإنجاب في حدود الأربعين، أو تزيد عليها قليلاً؛ فمنع التعدد حرمان للأمة من النسل. 10- أن في الزواج من ثانية راحة للأولى: فالزوجة الأولى ترتاح قليلاً أو كثيراً من أعباء الزوجية؛ إذ يوجد من يعينها ويأخذ عنها نصيباً من أعباء الزوج. ولهذا، فإن بعض العاقلات إذا كبرت في السن وعجزت عن القيام بحق الزوج أشارت عليه بالتعدد. 11- التماس الأجر: فقد يتزوج الإنسان بامرأة مسكينة لا عائل لها، ولا راع، فيتزوجها بنيَّة إعفافها، ورعايتها، فينال الأجر من الله بذلك. 12- أن الذي أباح التعدد هو الله-عز وجل-: فهو أعلم بمصالح عباده، وأرحم بهم من أنفسهم. وهكذا يتبين لنا حكمة الإسلام، وشمول نظرته في إباحة التعدد، ويتبين لنا جهل من يطعنون في تشريعاته.
ومن إكرام الإسلام للمرأة أن جعل لها نصيباً من الميراث؛ فللأم نصيب معين، وللزوجة نصيب معين، وللبنت وللأخت ونحوها نصيب على نحو ما هو مُفَصَّل في مواضعه. ومن تمام العدل أن جعل الإسلام للمرأة من الميراث نصف ما للرجل، وقد يظن بعض الجهلة أن هذا من الظلم؛ فيقولون: كيف يكون للرجل مثل حظ الأنثيين من الميراث؟ ولماذا يكون نصيب المرأة نصف نصيب الرجل؟. والجواب أن يقال: إن الذي شرع هذا هو الله الحكيم العلم بمصالح عباده. ثم أي ظلم في هذا؟ إن نظام الإسلام متكامل مترابط؛ فليس من العدل أن يؤخذ نظام، أو تشريع، ثم ينظر إليه من زاوية واحدة دون ربطه بغيره، بل ينظر إليه من جميع جوانبه؛ فتتضح الصورة، ويستقيم الحكم. ومما يتبين به عدل الإسلام في هذه المسألة: أن الإسلام جعل نفقة الزوجة واجبة على الزوج، وجعل مهر الزوجة واجباً على الزوج-أيضاً-. ولنفرض أن رجلاً مات، وخلَّف ابناً، وبنتاً، وكان للابن ضعف نصيب أخته، ثم أخذ كل منهما نصيبه، ثم تزوج كل منهما؛ فالابن إذا تزوج مطالب بالمهر، والسكن، والنفقة على زوجته وأولاده طيلة حياته. أما أخته فسوف تأخذ المهر من زوجها، وليست مطالبة بشيء من نصيبها لتصرفه على زوجها، أو على نفقة بيتها أو على أولادها؛ فيجتمع لها ما ورثته من أبيها، مع مهرها من زوجها، مع أنها لا تُطَالب بالنفقة على نفسها وأولادها. أليس إعطاء الرجل ضعف ما للمرأة هو العدل بعينه إذاً؟
هذه هي منزلة المرأة في الإسلام؛ فأين النظم الأرضية من نظم الإسلام العادلة السماوية، فالنظم الأرضية لا ترعى للمرأة كرامتها، حيث يتبرأ الأب من ابنته حين تبلغ سن الثامنة عشرة أو أقل؛ لتخرج هائمة على وجهها تبحث عن مأوى يسترها، ولقمة تسد جوعتها، وربما كان ذلك على حساب الشرف، ونبيل الأخلاق. وأين إكرامُ الإسلام للمرأة، وجَعْلُها إنساناً مكرماً من الأنظمة التي تعدها مصدر الخطيئة، وتسلبها حقها في الملكية والمسؤولية، وتجعلها تعيش في إذلال واحتقار، وتعدها مخلوقاً نجساً؟. وأين إكرام الإسلام للمرأة ممن يجعلون المرأة سلعة يتاجرون بجسدها في الدعايات والإعلانات؟. وأين إكرام الإسلام لها من الأنظمة التي تعد الزواج صفقة مبايعة تنتقل فيه الزوجة؛ لتكون إحدى ممتلكات الزوج؟ حتى إن بعض مجامعهم انعقدت؛ لتنظر في حقيقة المرأة وروحها أهي من البشر أو لا؟ !. وهكذا نرى أن المرأة المسلمة تسعد في دنياها مع أسرتها وفي كنف والديها، ورعاية زوجها، وبر أبنائها سواء في حال طفولتها، أو شبابها، أو هرمها، وفي حال فقرها أو غناها، أو صحتها أو مرضها. وإن كان هناك من تقصير في حق المرأة في بعض بلاد المسلمين أو من بعض المنتسبين إلى الإسلام-فإنما هو بسبب القصور والجهل، والبُعد عن تطبيق شرائع الدين، والوزر في ذلك على من أخطأ والدين براء من تبعة تلك النقائص. وعلاج ذلك الخطأ إنما يكون بالرجوع إلى هداية الإسلام وتعاليمه؛ لعلاج الخطأ. هذه هي منزلة المرأة في الإسلام على سبيل الإجمال: عفة، وصيانة، ومودة، ورحمة، ورعاية، وتذمم إلى غير ذلك من المعاني الجميلة السامية. أما الحضارة المعاصرة فلا تكاد تعرف شيئاً من تلك المعاني، وإنما تنظر للمرأة نظرة مادية بحتة، فترى أن حجابها وعفتها تخلف ورجعية، وأنها لابد أن تكون دمية يعبث بها كل ساقط؛ فذلك سر السعادة عندهم. وما علموا أن تبرج المرأة وتهتكها هو سبب شقائها وعذابها. وإلا فما علاقة التطور والتعليم بالتبرج والاختلاط وإظهار المفاتن، وإبداء الزينة، وكشف الصدور، والأفخاذ، وما هو أشد؟ !. وهل من وسائل التعليم والثقافة ارتداء الملابس الضيقة والشفافة والقصيرة؟!. ثم أي كرامة حين توضع صور الحسناوات في الإعلانات والدعايات؟! ولماذا لا تروج عندهم إلا الحسناء الجميلة، فإذا استنفذت السنوات جمالها وزينتها أهملت ورميت كأي آلة انتهت مدة صلاحيتها؟ !. وما نصيب قليلة الجمال من هذه الحضارة؟ وما نصيب الأم المسنة، والجدة، والعجوز؟. إن نصيبها في أحسن الأحوال يكون في الملاجىء، ودور العجزة والمسنين؛ حيث لا تُزار ولا يُسأل عنها. وقد يكون لها نصيب من راتب تقاعد، أو نحوه، فتأكل منه حتى تموت؛ فلا رحم هناك، ولا صلة، ولا ولي حميم. أما المرأة في الإسلام فكلما تقدم السن بها زاد احترامها، وعظم حقها، وتنافس أولادها وأقاربها على برها-كما سبق-لأنها أدَّت ما عليها، وبقي الذي لها عند أبنائها، وأحفادها، وأهلها، ومجتمعها. أما الزعم بأن العفاف والستر تخلف ورجعية-فزعم باطل، بل إن التبرج والسفور هو الشقاء والعذاب، والتخلف بعينه، وإذا أردت الدليل على أن التبرج هو التخلف فانظر إلى انحطاط خصائص الجنس البشري في الهمج العراة الذين يعيشون في المتاهات والأدغال على حال تقرب من البهيمية؛ فإنهم لا يأخذون طريقهم في مدارج الحضارة إلا بعد أن يكتسوا. ويستطيع المراقبونون لحالهم في تطورهم أن يلاحظ أنهم كلما تقدموا في الحضارة زادت نسبة المساحة الكاسية من أجسادهم، كما يلاحظ أن الحضارة الغربية في انتكاسها تعود في هذا الطريق القهقرى درجة درجة حتى تنتهي إلى العري الكامل في مدن العراة التي أخذت في الانتشار بعد الحرب العالمية الأولى، ثم استفحل داؤها في السنوات الأخيرة. وهكذا تبين لنا عظم منزلة المرأة في الإسلام، ومدى ضياعها وتشردها إذا هي ابتعدت عن الإسلام. هذه نبذة يسيرة، وصور موجزة من تكريم الإسلام للمرأة.
---------------------------
| |
|